يمثل منتدى تونس حول تطوير الطب الصيني الأفريقي لقاء غير مسبوق عند مفترق ثلاث ديناميكيات كبرى: الخبرة الطبية التونسية، التميز العلمي الصيني، وتطلعات القارة الأفريقية في مجال الصحة.
في وقت تتجاوز فيه تحديات الصحة العامة الحدود، يجسد هذا المنتدى منصة ثلاثية استراتيجية لإعادة التفكير في طب المستقبل. يطمح إلى الجمع بين ثراء الطب التقليدي، وقوة الابتكارات الرقمية والذكاء الاصطناعي، وضرورة بناء سيادة صحية أفريقية مستدامة وشاملة.
يُقام منتدى تونس لتطوير الطبّ الصيني الإفريقي تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد، في إطار مذكرة التفاهم الموقّعة مع وزارة الصحّة بجمهوريّة الصين الشعبيّة خلال فيفري 2025.
هذا المنتدى ليس مجرّد موعد علمي، بل هو مساحة تلتقي فيها العقول والإرادات، لترسم معًا مستقبلًا يقوم على تبادل المعرفة، وتلاقي الخبرة بين إفريقيا والصين، خدمةً لصحة الإنسان ولتقدّم الشعوب.
تونس، بتاريخها العريق في الطبّ وبمؤسساتها الجامعيّة الاستشفائيّة، تقف اليوم في موقع طبيعي كحلقة وصل بين القارّتين، تنقل خبرتها، وتستفيد من تجارب غيرها، وتؤمن بأنّ الابتكار والتعاون هما الطريق نحو منظومة صحية أكثر عدلًا وفاعلية.
الطبّ التقليدي الإفريقي والصيني، ومعه الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، ليست عوالم متناقضة، بل روافد متكاملة تُثري البحث العلمي وتفتح آفاقًا جديدة للعلاج والوقاية.
إنّ هذا المنتدى يُجسّد رؤية مشتركة نحو «الصحة الواحدة»، حيث تتكامل صحة الإنسان والحيوان والبيئة في منظومة متوازنة تُعيد للطبّ رسالته الإنسانية الأولى.
وأتوجّه بجزيل الشكر لوزارة الصحّة بجمهوريّة الصين الشعبيّة، ولكلّ الأصدقاء الأفارقة والتونسيين، الذين جعلوا من هذا اللقاء جسرًا جديدًا للتعاون والتفاهم والتقدّم المشترك.